ذاتَ ورُودٍ
لم يكُنْ ثمةَ ماءْ
أو سرابْ ...
عطشتْ أنفاسْ
وارتوتْ حتى الثُمالة
من أنينٍ وحنينٍ وغيابْ
لم يعُدٍ في العِطرِ رشفةْ
ذاتَ ليلٍ ...
لهوىً حدَ النُعاسْ
ما غفتْ للجفنِ غمضة
ذاتَ سُقيا
لم يكُن ثمةَ ماءْ
يطلُبُ الماء احتِضاراً
إنَ للمذبوحِ رقصة
ذاتَ حنينْ ...
لامسَ الروح شُعورٌ
لنبضٍ في حُلمْ
ووسادة من شوق
رددَ عليهِ اشتياقاً
لزمانٍ كانَ أُنسهْ
لم يزِدْ عليهِ غير أنْ
أن ردَ عليهِ أمسه
ذاتَ ليلٍ ...
لم يكُن ثمةَ طيفْ
أيُ طيفٍ في الغيابْ
قد يُلوحُ من بعيدٍ
وقريباً حدَ العِناقْ
أيُ وصفٍ للسرابْ
يكونُ وصفهْ ...
ذاتَ فجرٍ ...
كان ثمةَ مطر
وقافلة... وسفر
مخاض أنثوي
مكتظٌ بترفِ الحرفْ
أخرُ الغيابِ (الكي)
فلقد طال فجره ...
ذاتَ قصيدٍ ...
أيُ وجعٍ كالحنين
كالغياب كالقصيد
بِكُلِ شعرٍ في القوافي
بِكُلِ حرفٍ للكلام
كان شعره ...
ذاتَ بوحٍ ...
كان فيضْ فيه روح
فيه نبضٌ فيه غُصة
بلا حروفٍ أو كلام
كالغموض بلا وضوح
فيه شرحٌ لأي جرحٍ
تِلك قِصة ...
ذات عطرٍ ...
العطرُ لوحَ بالوعد
إلى روحٍ من غياب
نثر الهمسَ وغابْ
وتنفسَ فيِهِ وذابْ
رتَل العِطر حروفاً
وفاح بوحاً أُنثوياً
غرز الحرف بِرفقٍ
وأغتال نفسهْ .
ذاتَ حُسنٍ
فاض حُسناً
كالياسمين
واستعارَ...
من كلِ طيفٍ
فِيهِ لمحة.
كلوحةٍ ثريةٍ
فيهِ فيضٌ من بهاء
ليس يُشبِهُ أي لوحةٍ
كُلُ وردٍ منه وردْ
فيه لونٌ من كل لونٍ ...
وفِيهِ فرحة .
ذاتَ بوحٍ ...
لم يكُنْ مِنهُ مناصٌ
فيهِ غُصة من جفاء
فيهِ حُرقة من غيابْ
فيهِ دمعة .
ذاتَ نوحٍ
كالنحيبِ بلا بُكاءٍ
في خفاءاٍ يجترُ أمسهْ.
ذاتَ احتضارٍ ...
جسَ نبضه كي يُفيقْ
بالحنين غص حلقه
ضمهُ إليهِ رفقاً
فأعطاهُ روحهْ .
ذاتَ حُبٍ ...
ضاق درعاً بالورود
فاض عشقاً
فكان حتفه ..
عمر الهمالي نصر
.