هلّا اعرتني مسبحة أبيك
أشم على حباتها رائحة أصابع أبي ..
مسبحة أبي تركتها هناك
في بيتنا القديم ..
بيني وبينه مسافات من وجع الغربة
وأبوابه موصدة بوجه الريح
والغبار يسد ثقوب الضوء
يمنع عطر أبي من الخروج ..
وأنت في أول الطريق
تهديني وردة ذابلة بالذكرى ..
حين تمسك بلفافة سجائرك
وتنفث دخانها في هواء المكان
يسرقني منك صوت أبي وهو يسألني
عن مصدر الضوضاء ..
فأخبئ صورتك بقلبي .. وأبتسم ..
وحين التفت للبحث عنك ..
اكتشف أن أبي ينتظرني ..
وأنت مكتفيا بالتحديق في فراغات حزني ..
يا قطعة من أمنياتي المبعثرة على الطرقات
يا كل أحلامي المسافرة عبر حدود الزمن
لم يعد لدي ما يكفي لأدثرك بها
وأنامل روحي جمدها الصقيع
والطريق إلى بيتنا مسورة بالعثرات ..!!
شمس سعد دلهوم