كَبًرَتْ صحْراءُ العُروبةِ فجْرَا ...
ثمّ قالتْ : " قدْ أحْدث اللهُ أمْرَا
وُلدَ النورُ بعْد ليْـــــلٍ مَــدِيـــدٍ ...
وتجلّى بيـْـن الفضــاءاتِ بدْرَا
وُلدَ المُخْـتارُ الأمينُ سلامــــاً ...
منْ سلامٍ يَسْقي الخَليقة طُهْرَا
مِنْ بَني هاشِمٍ، رَؤوفٌ رحيمٌ، ...
بِهُــداهُ تغْـدُو المَوَاطِنُ بِشْـرَا".
مَعَ ذا قالـَـتِ السّمَاءُ بِـغيْثٍ :...
"وَجْهُهُ حَوْلَ البَيْت يَلمَعُ تِبْرَا
ثغْرُهُ بَيْن النــاسِ هَلَّ بَسُوماً ...
فإذا قــام داعيــــاً قــالَ خيْـرَا
وإذا عَلّـمَ الجُمـوعَ بفـعْــلٍ ...
ذاكَ ما صارَ الشرْع دَهْراً فدَهْرَا
وإذا بالتقريرِ سَـنّ سُلوكـاً ...
يتسامَى منْ فِقههِ القوْمُ تَـتْـرَى
سَـيّـدي إنّنـــي أحِبّـكَ حُبّــاً...
في ربيع الْأشواق يَنبتُ زَهْرَا
بعَبير النّجْوَى يَفوحُ صباحاً ...
ومســاءً، وَالْوَجْدُ يَقطرُ عِطْرَا
سَـيّـدي يا حَبيبَ كـُلِّ شقيق...
بكَ آمنـْتُ يا يَــدَ الجُـودِ جَهْرَا
بك آمنتُ هـادِياً ورســولاً ...
يا خليــلاً أتــى مِنَ اللهِ نَصْرَا
سَيَّدي يَهْواكَ الفؤادُ دَواماً...
وصلاتي عليْك شفْعاً ووِتْرَا
ودُموعُ العَينين تذرفُ حُبّاً...
وحَنينـي إليــْك جهْراً وسِرَّا
بكَ كانَ الْإنْقاذ مِنْ كُلّ سُوءٍ
بكَ سارَ الْمَجْدُ المُؤثـلُ فخْرَا
أنْتَ للناس رَحْمةٌ يا شفيعي
أنت تذكيـرٌ بالنّعِيمِ وذِكْـرَى
يَوْمُ ميلادِكَ الشريفِ جَلالٌ
منْ مَعانيه يُصْبِحُ العُسْرُ يُسْرَا