تغيّرت الأشرِعة....
تعاقب الليل والنهار....
توارى الجَدْب من وجه الخريف.....
جاوز الربيع رَكْبَ الزمن الراكِض.....
غير أنني ما زِلتُ هُنا ...
غارِقٌ في غياهِب المجهول....
سنيني لا يجأرُ فيها توقٌ.....
مُضنٍ لفتنةِ الزهو.....
لا تهيّجها حرارة الأسى ....
صارت مُختلّة...
دون إتزان....
عقارِب الزمن توقفت....
عند عتبة داري....
ظلت السعادة طريقها....
تلاشت كالحلم المنسيِّ....
في حين جثى السّديم فوق ظِلّي ......
احياناً يمشي قبلي.....
أحياناً أُخرى بعدي...
لا افقه ما سيفعله بي ...
لا أُدرِك من سِرّه شيئاً....
غير مكتفياً بما اهدره الدهر....
ليس له خياراتٍ ....
سِوى ان يعفو أثري.....
يخلّصني من عار البقاء.....
آه أيها الراكِض المكتظّ بالإثم....
على قارِعة طريقنا....
المُحتقِن قلبه بأفراحِنا....
المُدنّس بروح الخِيانة...
كيف لنا ان نطوي الأرض....
الريح الشارِدة تمتطي عند بابي..
تُلاحِق حُلماً يستشعر تجاعيد الهلاك....
يتناثر من غُبار الغول.....
كيف لي ان نُعبُر كلّ هذا الوهم....
ونحن نستعصي في سوق البلاء....
اللئام في برودِ القزّ....
يختالون بمترفِ الأزياء.....
ولا تستشعر ملامِحنا المتلفة......
لماذا لا تثني عن خِدمتهم.....؟
تنشر غلالة الجمال في كلّ الأرجاء......
تجعله مُشاعاً لكل البشر......
بدلاً ان تنتصب لمآرِبهم.....
تهوي الى جانبهم.....
أنتِ يا زينة الكون.... في اوجِ الربيع...
ما دام خيالك البهيّ بالجمال.....
يُشعُّ لأخس البشر...
تُخفينَ بأريجكِ عيوبِهم الفاحِشة.....
فلماذا تبخلين بِقُبلةٍ.... بمروجِكِ الذهبية....
تُهدِّئيين من نحيبي....
وتُخلّصيني من آلامي....
دعيني أجد لك عذراً....
إن كُنتُ استحقّ البقاء من عدمه.....
فلماذا لا تُطلِقين سراحي.........؟
من دار الشقاء ....!
..
..
ابوعدي
