حكايتي
مع متقمصة
دور المتحري بقبعة سوداء.
تلك التي إذا ما أصابها الحزن
تحدث جلبة من أنغام بليغ
و انسياب من شفاه وردة،
غير أن الحنق لا يفارقني
وأتظاهر أني غيرُ مكترثٍ
لأولئك معجبين،
يتغازل أحدهم بعبراتها،
و آخر يهديها، لا يهدأون
ينتظرون أطلالتها،
أحدهم تثاءب يقاوم النعاس
وآخر يكتب قصيدة
وثالث يرسم عينيها بينما
كان كلانا متشبث بأخر حينها،
ثلاثتهم يتملقها
ذلك المتأنق و ذاك يكابد
مشقة أرتداء رابطة العنق.
والثالث يقتبس الكلمات كل يوم.
أما أنا فكل صباح أتأخر عن موعدها
في البحث عن حذائي المهترئ
أسباق الزمن لأخرج والتقيها،
و ذات مرة ضحكت
لقد كان الأول يكتب بيت
للمتنبى متغزلا بضحكتها
همست في أذني المدهش عندي
هي شفتاك حين تلقي تحية
فأنا مكبلةٌ بلينها المفرط.
و الثاني يقال أنه شاعراً كتب قصيدة كاملة يصف ضحكتها
هل تعلمون انه ثقيلا لم استصغه.
و سيد بلاط الرسم يخال نفسه رساماً تكفّل برسم وجهها ضاحكة.
و حينما اكون يتوارون هذه المشاهد أصبحت رتيبة مللة وانا صامتٌ.
أحيانا تسوءُ اللحظات الجميلة
ويسود الصمت غير انها لا تتركني
تحت ثقل الانتظار أبداً.
وأولئك يتساءلون
لماذا؟.
ذات مساء تحدثت بفضاضة
يقدسون ضحكتك،
من ذا الذي يضحكك
فقالت أنت ضحكاتي
وكل النكد الجميل الذي بحياتي،
أ أنا من يجعلها تضحك.
كم هذه السجائر سريع التلاشي
وهذه الأصوات من حولي مزعجة
أين نظارتي ومن يفرغ منضدتي؟
لا تبتعد لا تغير مجرى الحديث
نعم نعم أنت وأنت من يبكيني.
نظرت إليَ فيها فرايتني
كأنني لم اقول أحبك قط،
انت الذي وجهك
مطبوعاً بذاكرتي عمراً.
رغم كل العروض المغرية
التي اجدها في طلبات المراسلة
من ذوي الجرأة غير أني
لازلت محافظةً
على طقوس حبك فهو أكبر
من أن تلوثه أشباهٌ عابرة،
بينما أن أكتب ما سبق
أردت سيارتي
لِأهم في الانطلاق
وتذكرت قول الشاعر
طويتُكِ في ضميري فاطمئن
ولا تَخْشي مُفاجأةَ الدواهي
جَرَيت مع العُروقِ وصِرت منّي
وجُزْنا في الهوى حَدَّ التناهي
أكادُ أبوحُ باسْمِك غيرَ أنّي
أَغارُ عليك مِن هَمْسِ الشِّفَاهِ
فأُخفي عنهمُ شوقي وعنّي
ولا يَدري به إلا إلهي..
عمتم مساء
مهد هشام