مشاوير 78….
——————
سرقت نظرة خاطفة من النافذة .حان وقت الفسحة وهناك من سبقنا الي الساحة .فجأة لاح طيف ليلى كانت تحوس في الساحة المبلطة بالطوب الاحمر رسمت علي جدرانها معارك خاضها الاجداد على ظهور الخيل .كل واجهة كانت تمثل معركة عظيمة علي هذا النجو .معركة الهاني ومعركة القرضابية ومعركة المرقب .لم انتبه إلا والاولاد يتزاحمون علي باب الفصل للخروج .كنت اخر الخارجين من الخراج .هبطت الدرج الرخامي كان في غاية البهاء.أحواض الزهور تزين خاصرة الملعب وثمة مقاعد بألوان فاقعة تليق بمقامنا ونحن صغار .كان همي ان أبحث عن جدارية مواربة ربما او أنني لم اراها قط تحاكي معركة الشقيقة .معركة سال الدم فيها عبر الاودية ومعاطن الشطبان .لا يعرفها أحد ولم يسمع بها أحد والتاريخ عبارة قالها غريسياني بسقوط ترهونة انتهت معارك الجهاد في الغرب .اين غربت الشمس ذاك اليوم لتشرق علي احداث غامضة .هذا الذي نراه لم نسمع به قط كيف لمدينة او ناحية كبيرة تستثنى من التاريخ كله ربما لان من يدونون التاريخ هم اهل المدن يستطيعون تزوير الاوراق لكنهم لا يستطيعون تزوير الابطال هؤلاء عاشوا وماتوا برعاية السماء.
كانت ليلى رفيقتي الجنية ربيبة الساحرة الجميلة عرافة الخرمة ماتزال ترعاني قد لا اراها لكنها مجبرة بحكم الطقوس ان تلازمني .وجدتها اخيرا تقف على جدارية لكل ظلع من اظلاعها نصف متر تقريبا .اقتربت من عالمنا الذي تجاهله سكان البحر ورواده .الجدارية عبارة عن مزرعة من الزيتون لا مثيل لها الا في الخضراء ليلى نفسها جذبها الحنين الي مملكتها هناك علي قمة السفح الذي يفصل بين راس العيد وسكان الخرمة .تأملتها كثيرا لعلي أجد أثرا لأقدامي وانا اتقفي آثر العرافة بعد ان اسكنني السحرة جوف ثعبان .
فردت الجنية شعرها على تمثال رخامي لشيخ الشهداء عمر المختار .صارت تبكي وانا اخذت ابحث عن مدير المدرسة لأخبره ان هذه الجدارية تحاكي مزرعة والدي التي اهداها له الزعيم بعد ان كانت تخص الطاغية الايطالي الباروني .
لا مفر لهؤلاء البشر ترهونة تطاردهم في طعم الزيتون ..
——————————
على غالب الترهوني
بقلمي
