أحيانًا كل شيء يُؤلم
أحيانًا…
تستيقظ ولا تعلم لماذا تؤلمك الحياة،
لم يحدث شيء كبير…
لكنك تمشي مثقَلاً،
تتنفّس وكأنّك تبتلع الصخر.
لا غياب جديد،
ولا خذلان مفاجئ،
لكن داخلك… يشبه بيتًا هجرهُ الضوء،
أطفأ كل نوافذه،
وأغلق بابه من الداخل… وبقي فيه.
تضحك، وتُجامل، وتردّ على الرسائل،
لكن لا أحد يرى يديك المرتجفتين
وأنت تكتب: "أنا بخير".
تجلس وسط الناس
وتشعر أنك في عزلةٍ عميقة،
كأنّك شبحٌ يحاول أن يبدو طبيعيًا،
كأنّك تصرخ بصوتٍ لا يُسمع،
وتنهار ببطءٍ خلف وجهٍ ثابت.
من أين تأتي كلّ هذه الوحدة؟
وأنت تملك هاتفًا مليئًا بالأسماء؟
وقلبًا مليئًا بالمواقف؟
لكنك… لا تملك أحدًا
تخبره: "أنا أتألم… فقط اسمعني، لا تُفسّرني".
كلّ شيء يؤلم…
حتى الذكريات التي كانت تفرِحك،
أصبحت الآن تُوجع أكثر،
لأنك فقدت شعورك بها، أو من شاركك فيها.
أحيانًا…
تتمنّى أن تعود طفلًا،
تصرخ وتبكي بلا خجل،
أن تضع رأسك على صدر أمك،
وتقول ببساطة: "أنا حزين"
دون أن يسألك أحد: لماذا؟
لكنّك كبرت…
وصار واجبًا أن تبتلع وجعك،
أن تمشي مستقيمًا،
أن تضع قناعك،
أن تقول: "الحمد لله"
وأنت تتفتّت في الخفاء.
فيا الله…
اربت على هذا القلب،
لا نُحسن الشكوى، ولا نحسن النسيان،
نحن فقط… نُحسن الصمت،
الكاتبة لوسيندا

