تتأمل الفنجان تخفي قهرها
من وقع ما قرأته من آلامي
من خلف ضحكتها تبدّت حسرة
فيها تجلّت خدعة الأيام
ما بال هذا الليل يخفي حقده
في ليلك متجهّم الأحكام
حينا يبادر بالجراح وتارة
يغري مساء الجمر بالآثام
يا كاتب الإبهار ما لحروفنا
تلهو بنا في رقصة الأعوام
للحبّ عمري لست أحيا دونه
في ياسمين الحرف عزفٌ سامي
أهلا بإيقاع أضاء نفوسنا
يا عطر شلّال الندى المترامي
هذا مساء العطر يبعث سحره
بالشعر سقيا ..للغريب الظامي
هي لا تطيق الصبر ..فيما طالعت
حزنا يذيب مرارة الأوهام
لو تسألوها ..لن تجيب حروفها
حزن الظنون ..وغربة الأيتام
فنجان حظي مثل حظي عاثر
صحوي بكى نزفي وضجّ منامي
لا بأس أن أشكو مرارة غربتي
الشعر خلفي والعبير أمامي
ما أروع العطر الذي في حرفكم
نبض الجمال ..عذوبة الإلهام
منذ اعتزمت أذيب ثلج أحّبتي
ذاب الفؤاد ..وهم بخير مقام
هل في ليالي حزنكم كقصيدتي
أحرقت فيها بالمساء خيامي
لا تسألوني ما اسمها ..يا سادتي
الحب يفضح دون سرد أسامي
هذا قوام الياسمين بميله
هز الجبال ..يفوق أي قوام
هيّا بلا ميعاد نلفظ صمتنا
ونذوب بين تدرّج الأهرام
خلف الحروف تبثني أنفاسها
أسكنتها مابين نبض مسامي
هل يا ترى بالوصل ترحم منهكا
أم أن آخر سطرها ..إعدامي
