مجلة عــــزفــــ ألــــحــروفـــــ للفكر والثقافة والادب والفن  مجلة  عــــزفــــ ألــــحــروفـــــ للفكر والثقافة والادب  والفن


 

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

نثريات ديسمبر ...بقلم الأستاذة اليوسفي هيبو🌷🌹🌷🌹

 نثريات ديسمبر ذات مساء و مطر و صمت 💙

يومٌ باردٌ من أيام ديسمبر ، صافحه البرد في الصباح ، وودّعه في الظهيرة ، أما المطر فبقى برفقته إلى أن غفتْ الشوارع ونام على صدرها الصمت والوادع . و أنا كلّما جاء الشتاء تصيبني عدوى المطر . 

يتثاءب المساء وعلى مهل يلقي الليل عباءته السوداء ويفتح نوافذه المظلمة على صدري؛ فتصيبني قشعريرة من بردها اللاذعٌ حتى العظْم. لم يكن جافاً ولا قاسياً، بل على العكس كان مبلولاً بشكل ما، ورطب الهواء. إنها عدوى المطر.

فهل لي إلى عينيك نافذة ... ؟!

هل لي مكانٌ بين جفنيك إذا ما بللني المطر؟!

يا طعم تشرين

يا برد الشتاء

وحزن المطر

يا صمت الحقول

وعنف الرياح

وهمس الشجر

يا ظل المدى

وجنون الفصول

يا لون الوداع

يا صاحب الطيف العزيز.

لا يزال الليل يتمطى حولي يفرد جناحيه على المدى وعلى صدري ، يتسلل من كل النوافذ والأبواب، شموعٌ ترتعش والفجر يا سيدي كـ أنت ؛ نجم بعيد .

إنّها الواحدة مساءً بعد الشوق، أتلحف في صقيع الشتاء كلماتي، وأحتضن في هذه العتمة روحي ولا أتذكرك . هل أنا حقاً نسيتك؟!

هل يُعقل أن تكون الحياة هادرة إلى هذا الحد؛ هادرة بما يكفي لنسيان كل المشاعر الأصيلة؟!

في الخارج، الريح تعزف للشوارع حلمها، وتمسح الغيمات دمعها على الأرض النائمة؛ ويبتلّ المنديل. أمسح أنا نوافذي من ضباب أنفاسي الخائفة. لا تزال الشمعة ترتعش. وطيفك يتنذّر بالحكايات والذكريات، ثم فجأة يغيب وجهك وكأنك سراب يكشفه قرب الأفق؛ أتلفّت فأجدني لم أزل وحيدة.

يحرضني عليك الشتاء، دلوي يتجرع شوقه إلى غيماتك.

هذا المطر تغيّر شكله، ترك الجسد واستوطن في الفؤاد. وهل من دواء يمكنه أن يطبّب شتاء الفؤاد؟!. ألم أقل لك أنني أصبتُ بعدوى المطر.

الصمت حولي صاخباً، الأطياف تتمايل برقة على ضوء الشمعة، صوت نايٍ مثقل بالحزن يعزف في قلبي. وأنا أتطوّح على ذكرك؛ اتطوّح من نشوة الذكريات. هذا البرد يقتحم روحي. فأتبدد جزيئات بين الأمكنة المحصورة في حشايا الماضي. وأنت تحوم في الغرفة طيفاً بهيئة ملاك ، تعيد على قلبي كل الحكايات؛ حكاية وراء حكاية. كم أبدو طفيفة الآن، وكلي غايةٌ في أن أغفو بين يديك؛ فيؤخذ قلبي حيث فضاء الشوق السارح بامتداد الزمن البعيد بيننا فأغترب من جديد .

و أي غُربة ،،، غُربة الشوق وعدوى المطر 🌸

اليوسيفي هيبو


عن الكاتب

رجاء الكواش

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة عــــزفــــ ألــــحــروفـــــ للفكر والثقافة والادب والفن