مجلة عــــزفــــ ألــــحــروفـــــ للفكر والثقافة والادب والفن  مجلة  عــــزفــــ ألــــحــروفـــــ للفكر والثقافة والادب  والفن


 

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

ذكريات بقلم الاديب فيتوري العبيديAzeefalhroof website

 ذكريات

الشارع الطويل ،غيمات صغيرة تترسم على وجه السماء ، زخات قليلة من حبات المطر ؛ ارتوت الطريق بشيء من طهارة السماء ؛ اغتسلت ، وتنفست الصعداء ،
لهيب الصيف الماضي وحرارته استقبل الزخات بكل فرح !!
غيمة تطارد غيمة ، تكون أشكال خيالية في ذاكرتنا او كما نظن !!
خيالات المارة وظلالها ينعكس على ذلك الطريق المعبد ، تتراقص أمام أعيننا، نضحك ، نقهقه ، بصوت عالٍ ،ونصوب أنظارنا للبعيد،حيث العلو الشاهق , غيمة على شكل طائر السنونو ( السليو) وأخرى رجال يركضون وبأيديهم اشياء مبهمة !!
وبعد قليل تتفرق الغيبات وتنكسر، ثم تعود لتكون أشكال أخرى من نسج خيالنا .
الشارع الطويل ؛ وجلبة السيارات محدثة موسيقا صاخبة ، إحداها كانت تسعل بشدة ،وأخرى ترسم على الطريق خطوطاً متعرجة على الاسفلت....... .
أربع عيون صغيرة تراقب الطريق الممتد إلى نهاية الشارع الطويل .
تغمض أحياناً ، وأخرى تحدق بشدة !!
نتثاءب من طول الانتظار !، نغمض أجفاننا
قليلاً؛ نلتفت صوب سحنة وجهينا ، نبتسم ، نضحك ، نشير إلى البعيد المترامي بأصابعنا الصغيرة!
الحناء في أصابعي تذكرنا بماضي ٍقديم وجميل.....
خاتم صغير في اصبع أختي نحاسي اللون عكس ضوء شمس ذلك اليوم على خديها الموردة ، جدائلها الجميلة وقطعة [ الناسترو ] الملون أضفت على وجهها جمالاً مشرقاً.
نظرة للبعيد ؛ سرورٌ غامرٌ ، وفرحة منقطعة النظير ،هاقد أتى أخيراً، يبتسم للمارة ، يلوح لهم بكل احترام وأدب ، بقامته الممشوقة وجاكتته المكوية بكل عناية ،حتى أننا نرى الكسرات المكوية بكل جمال والواضح على طرفي كميه الأنيقين!!!!!
شاربه الصغير و الدقيق يوحي إليك أنه من الطبقة الارستقراطية في زمن حكومة [ تشرشل ]
في يسراه يحمل شيئاً لم نعرف كنهه !!
كنا نراقب من بعيد ،
حتى الغيمات لم تسترعِ انتباهه اللهم إلا طائر السنونو برقصاته الجميلة الذي سرق لحظات من انتظارنا!!
جدائلنا حركتها الريح بحركات دائرية إلى خصلات جميلة غطت وجهها الصغير فغيبت عنا الطريق؛ بحركة سريعة مسحت وجهها حتى لايغيب عنها الطريق!
في لمحة جميلة نظر للأعلى ،ابتسم ابتسامة الشفوق !
كنا نعرف ماهيتها ، وجمالها ، أشياء كثيرة ازدانت بها .
تسارعت خطواته في بداية الدرج. ، وقع أقدامه موسيقا متناغمة ، تلقفنا بيديه ، وضمنا بكفيه إلى صدره الحنون ، كل واحدة منا فتحت جانب من سترته لتجد هديتها !
الهدية عبارة عن شيكولاته بيضاء تسر الناظرين .
ولكن ليست أزكى من رائحته !!!!! .....( ابي ) ذلك القادم صاحب القلب الذي اقتسمه معنا !!!
ندلف عليه دار نومه ، ونراقب كل حركاته وسكناته ،
يدخل المطبخ بيديه الغامرتين ، بيديه الطاهرتين،يطهو لنا مانشتهيه ، نتغدى معه ، ثم نلحق به عند قيلولته إحدانا عن يمينه والأخرى عن شماله .
يغط المسكين في نوم عميق من أثر خطواته في ذلك الشارع .
سويعات قليلة وعند آذان العصر ، يصلي ثم يمشط شعيرات رأسه بمشطه المخبأ في جيبه!
يوقظنا ويسرح لنا جدائلنا ، وجولة جديدة للشارع ، حيث نلعب [النقيزة ] مع بنات الحي !
جالس هناك ويراقبنا بفارغ الصبر .
نعم كان معنى كبير من معاني الصبر وصبرٌ على الصبرِ ،
لقد عوضنا عن حنان والدتنا الشيء الكثير رغم ضغوطات الاهل بالزواج ولكنه أبى
قائلاً[ نجيب مراة تعذب بناتي ] ابداً لايمكن !!!
ذلك القلم المخبأ في جيبه ،كان يسرد به ذكرياته !!
فيصقل كل مافي قلبه على قطعة القرطاس،
كل آلامه وذكرياته ، وحزنه ، وفرحه !
كاتبنا هذا هو : صاحب اغنية
نصبروا ياعيني
والتى غنتها سالمين الغرياني / في فترة السبعينيات في المهرجان المدرسي
آخر حياته كان يدعو لنفسه بحسن الخاتمة
رحل والدي ، وترك لنا ذكريات جميلة كجدائل اختي الصغيرة التي تناغمت مع الريح
انتهت
من كتاب /الخريف والبيادق
المؤلف 

فيتوري العبيدي 

البيضاء ليبيا
النقيزة

لعبة تلعبها البنات في فترة السبعينيات؛حجر صغير تدفعه برجلها على مربعات بخطوات متزنة 


 

عن الكاتب

فراس الفارس

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة عــــزفــــ ألــــحــروفـــــ للفكر والثقافة والادب والفن